وفاء عجوز

أحكى و أقول:
أن شيخا عجوزا إتخد مسكنا في أعالي الجبال؛
في كوخه تنظر.. أنه وصل الى حالة الاهمال؛
حياته و عيشه بسيط و دائما مشغول البال؛
يجلس يوميا على كرسيه المدعم بالأسمال؛
نظر إلى الأفق البعيد بعيونه الذابلة و أطال؛
يتذكر شريكة عمره و حبيبته رغم مرور سنين طوال؛
منذ أن رحلت عن الدنيا.. لسوء حال
إشتاق لها و لحنانها و ما تميزت به من حسن الفعال؛
لم يرى منها إلا اللطف و الحسن من الأقوال؛
هي خادمته، هي أنيسته، في ما عرفه من ترحال؛
بعد رحيلها آثر حياة الوحدة و الإعتزال؛
لانه لم يجد مثيلا لها و لرفقتها ولو بربع الخصال؛
فضل أن يحيى مه ذكراها  بعالم الخيال؛
تحتضنه ملابسها التي صارت تلك الأسمال
الوفاء لا يحده زمان و لا هو مرهون بمكان ولا يتغير بتبدل الأحوال.

(قعقاع) 

تعليقات